63 عاماً على اندلاع ثورة أيلول المجيدة بقيادة البارزاني الخالد
تمر اليوم، الأربعاء 11 أيلول 2024، الذكرى الثالثة والستون على اندلاع ثورة أيلول المجيدة بقيادة البارزاني الخالد، التي شارك فيها جميع مكونات وشرائح شعب كوردستان وأرست الأساس لديمومة نضال شعب كوردستان وصموده أمام الظلم.
واندلعت الثورة بزعامة البارزاني الخالد عام 1961، كَردِّ فعل للسياسة الفردية للرئيس العراقي عبد الكريم قاسم وانحرافه عن النهج الديمقراطي الشعبي لثورة 14 تموز 1958 والتي أطاحت بالنظام الملكي وأعلنت الجمهورية.
كذلك بسبب سيطرة القوى القومية والشوفينية على زمام الأمور في الجمهورية الفتية من خلف الستار، حيث امتلئت السجون بالمناضلين من الشخصيات الوطنية والديمقراطية.
حاول البارزاني الخالد- ولمرات عديدة- إقناع قاسم بمواقفه المساندة للثورة والجمهورية الفتية، وخاصة في لقائهم الأخير في بداية عام 1961 لكن دون جدوى.
وعلى إثرها عاد البارزاني إلى مسقط رأسه بمنطقة بارزان في كوردستان، وبدأت حكومة عبد الكريم قاسم بملاحقة واعتقال أعضاء الحزب الديمقراطي الكوردستاني وإغلاق مقر الحزب في بغداد، وإغلاق جريدته الرسمية (خبات).
كما قام باستغلال الخلافات العشائرية والقبلية في البيت الكوردي، حيث قام بتسليح بعض رؤساء العشائر الكوردية (الجحوش)، وخلق الكثير من المشاكل السياسية والاقتصادية والإدارية في كوردستان.
ثم بدأ في 11 أيلول 1961 بالقيام بحملة عسكرية واسعة شاركت فيها الطائرات الحربية وكانت تتقدمها أفواج (الجحوش) التي شكلها قاسم لشق وحدة الصف الكوردي وضربها ببعضها.
هاجمت تلك القوات مجتمعة ومن محاور مختلفة مدن وقرى كوردستان، وبشكل خاص قرى منطقة بارزان معقل الثورة والثوار.
ليكون هجوم قوات قاسم و(الجحوش) شرارة انطلاق وبدء ثورة أيلول المجيدة، بنضال أبناء الشعب الكوردستاني وسواعد البيشمركة، وفكر قادتها.
ومثّلت ثورة أيلول، إرادة المواطن الكوردستاني وثقته بنفسه وحققت خطوات مهمة في نضال شعب كوردستان وأصبحت مصدر قوة له.
وقادت بقيمها العليا وبإصرار وصبر قيادتها ونضال البيشمركة والشعب، القضية الشرعية لشعب كوردستان وأصبحت مصدر قوة لمراحل أخرى من مراحل نضال الشعب، ومصدر إلهام للمناضلين والناشطين في كل أجزاء كوردستان.
أجبرت ثورة أيلول النظام العراقي آنذاك على الاعتراف بحقوق شعب كوردستان وتم تثبيت الحكم الذاتي لكوردستان في 11 آذار 1970 في الدستور العراقي.
وتعدُّ اتفاقية 11 آذار عام 1970 من أعظم إنجازات ثورة أيلول المجيدة.
وحيكت ضد الثورة الكوردية أكبر مؤامرة خيانة دولية في الجزائر بين إيران والعراق برعاية الجزائر، سميت باتفاقية الجزائر سيئة الصيت سنة 1975، والتي أجهضت الثورة.
ونصت الاتفاقية على منح إيران جزء من شط العرب مقابل قطع المساعدات عن الحركة التحررية الكوردية في كوردستان الجنوبية، حيث تخلى العراق عن أرضه لإيران مقابل إسكات الكورد عن المطالبة بحقوقهم المشروعة.
عزيمة الثوار لم تتراجع، إذ ثار شعب كوردستان في 26 أيار 1976، من جديد بقيادة الرئيس مسعود بارزاني والخالد إدريس بارزاني وارتكب النظام العراقي السابق من جديد أفظع الجرائم بحق شعب كوردستان واستشهد إثرها 183 ألف مواطن كوردي.
قام الشعب الكوردي على مر التاريخ بالعديد من الثورات، لكن ثورة أيلول تعتبر نقلة نوعية ومهمة في تاريخ حركة التحرر الكوردستانية.