8 خطوات لضبط ساعة طفلك البيولوجية لتناسب شهر رمضان

8 خطوات لضبط ساعة طفلك البيولوجية لتناسب شهر رمضان

تجد الأمهات أنفسهن في مأزق بمجرد حلول شهر رمضان، سواء من دربن أطفالهن على روتين للنوم، أو من لم يدربن؛ فعادة ما تكون ساعة الأطفال البيولوجية مضبوطة على الخلود إلى النوم بعد الغروب، وهو وقت الإفطار، ما يشكل أزمة، لاعتياد الطفل الصغير على وجود أمه قبل النوم، أو رغبة الأطفال فوق سن 6 سنوات مشاركة والدهم أداء صلاة التراويح، ومتابعة البرامج الموجهة للأطفال.

لهذه الأسباب ستحتاجين لإجراء بعض التعديلات على مواعيد نوم أطفالك، والمهام المطلوبة منهم خلال اليوم، لتنعمي بشهر هادئ، بلا نهار يفتقد لروحانيات الشهر الكريم، أو كثير من الفوضى.

إذا كانت تلك تجربتك الأولى في وضع روتين ليوم طفلك، فأول خطوة هي فهم احتياجاته، مثل: متى يأكل، ومتى يحتاج للنوم، ومتى يستيقظ، أو يفعل أشياء عشوائية، ومراقبته لبضعة أيام بدون التدخل بأية تعديلات، وتدوين تلك المواعيد.بعد أسبوع من متابعة طفلك ستعرفين احتياجاته، ما سيساعدك على التخطيط بسهولة، ويمكّنك من تحديد روتينك الخاص وفقا ليومه إذا كان رضيعا، أو البدء بتغيير روتين طعامه، ونشاطه، ونومه، إذا تخطى الـ6 سنوات، بإيقاظه مبكرا 15 دقيقة كل يوم عما سبقه.
يعني شهر رمضان لبعض الأمهات السهر لساعات متأخرة، والاستيقاظ مع آذان الظهر، وصعوبة في تجهيز وجبة الإفطار وسط متطلبات الأطفال. حل تلك المعضلة هو تقديم فترة القيلولة، أو إعادة إدخالها إلى الروتين اليومي؛ فيتخلى بعض الأطفال عن النوم نهارا مع تقدم العمر، وينام الأطفال الرضع حوالي 15 دقيقة فقط، ما يعني الكثير من الجلبة والعراقيل في طريقك.في النظام الجديد تستيقظين مبكرا للتعبد، حتى يستيقظ أطفالك للعب، وإنجاز الواجبات المدرسية، والحصص الإلكترونية، على أن يكون وقت ما قبل القيلولة مليئا بالأنشطة، لينام الطفل الكبير لمدة 45 دقيقة متصلة، ما سيؤجل رغبته في النوم ليلا لما بعد الساعة التاسعة، أما الأطفال الأصغر من 3 سنوات فيمكن أن يأخذوا أكثر من قيلولة خلال النهار.
عادة ما يتعب الوالدان من الصيام خلال اليوم ويريدان بعض الوقت للاسترخاء في المساء؛ لكن الأطفال لا يفهمون ذلك، فبالنسبة للأطفال الصغار، لا يبدو رمضان مختلفا باستثناء سلوك آبائهم، ولتغيير ذلك يمكنك التحدث معهم عن الشهر الكريم، وسيشعرون بالإثارة والأهمية، خاصة إذا أضفت بعض الأنشطة ليومهم كتزيين الغرف، والانتباه لك ولوالدهم وأنتما تقيمان الصلاة في مواعيدها، ما له الأثر الأكبر في نفسية الأطفال.
لا يجب أن توقفي جدول أنشطة طفلك الأكبر، كي لا يفقد المهارات المعرفية، التي قضيت شهورا لتعليمه إياها، ولأنك تحتاجين بعض الوقت الخاص للتعبد خلال النهار؛ لكن يمكنك تغيير تلك الأنشطة بهدف تعريفه على الشهر الكريم بما لا يتطلب وجودك معه.
يمكنك البدء بالأنشطة التي تعتمد على النسخ، والطباعة، والتلوين، واللصق، كتصميم فوانيس من الورق المقوى، أو رسم أركان الإسلام الخمسة، أو تصميم لمواقيت الصلاة، أو السور القرآنية القصيرة لتأديتها في التجمعات العائلية، وهكذا يتعلم الطفل احترام وقتك الخاص في ممارسة الشعائر الدينية.

يضيف اختلاف مواعيد الطعام في شهر رمضان عبئا عليك؛ لأن طفلك لن يتناول الطعام نفسه الذي ستتناولينه بعد صيام نهار كامل؛ لكن لا يعني ذلك أنك ستطبخين طوال اليوم.الحل في إعداد قائمة بجميع الأطعمة التي يمكن لطفلك تناولها خلال شهر رمضان، والوجبات الخفيفة، والوصفات السهلة التي لا تحتاج لتجهيز، كأن تعتمدي على المكسرات قليلة السعرات الحرارية، والزبادي، والفاكهة كوجبة خفيفة قبل قيلولته، وتطعميه جزءا من الطبق الصحي، الذي أعددته وقت قيلولته، والمشمول في وجبة إفطارك، كي لا تضطري لإطعامه وقت إفطارك. كذلك الحال عند الرضاعة، فستقدمين مواعيد إرضاعه تدريجيا كي تناسب مواعيد الإفطار والسحور.
إذا كنت تدربين طفلك على غسيل الأطباق طوال العام، وتخشين التراجع عن تلك الخطوة؛ لتعارض وقت الإفطار مع الروتين الجديد الذي تتمنين إرساءه، فمن الأفضل إعطاء الأولوية لما هو أهم، فبدلا من الشجار كل ليلة حول غسيل الأطباق، لرغبته في الصلاة مع والده، أو متابعة أحد المسلسلات معكما، يمكن تأجيل مهامه إلى الصباح، وتجنب التذمر في ليالي الشهر الكريم.

احرصي على تأجيل معظم أنشطة طفلك البدنية والذهنية لفترة الصباح؛ لضمان نومه نهارا، على أن تتجنبي أية أنشطة منبهة لعقله بعد الساعة التاسعة، مع جمع الأجهزة الإلكترونية من غرفته، وجمع ألعاب ما قبل رمضان، وتهدئة الأجواء بالمنزل، ليستعد الجميع للنوم، وهو ما تحتاجينه أنت أيضا قبل موعد السحور.
يمكنك مساعدة طفلك لتقبل التغييرات الطارئة على يومه، وإذا قاوم الروتين الجديد، امنحيه فرصة الاختيار، ووضع قواعد لروتين جديد، فالأطفال يحبون المشاركة في عملية صنع القرار، ويكون من الصعب عليهم رفض اتباع القواعد التي اختاروها.اعلمي أنه كما نحتاج نحن الكبار لتسجيل مهامنا اليومية كي لا ننساها، يحتاج طفلك إلى التذكير أيضا، عن طريق كتابة المهام الروتينية، وتقسيمها إلى 3 أو 4 أجزاء أساسية، ووضعها على مرآة الحمام. بالنسبة للأطفال الأصغر سنا يمكنك إقران الجدول بصور لمساعدتهم على فهم طريقة سير اليوم، ولا يغني ذلك عن حاجتهم للدعم والتذكير بطريقة لطيفة، وشكرهم على المجهود لا النتيجة النهائية.

المصدر : مواقع إلكترونية