جيمس جيفري: انسحاب أمريكا من سوريا سيولد صدمة مزعزعة للاستقرار

جيمس جيفري: انسحاب أمريكا من سوريا سيولد صدمة مزعزعة للاستقرار

قال المبعوث الأميركي السابق إلى سوريا جيمس جيفري إن انسحاب القوات الأميركية من سوريا على الطريقة الأفغانية من الممكن أن يولد صدمة مزعزعة للاستقرار، وسيمنح روسيا وإيران نصرا استراتيجيا.

وأضاف في مقال نشره موقع فورين أفيرز، أن هذه الصدمة من شأنها أن تجعل الفوضى التي رافقت دعوة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، القصيرة لسحب القوات الأميركية من سوريا في عام 2019 تبدو معتدلة.

وجاء كلام جيفري ردا على مستشار السياسات عن العراق وسوريا في مكتب المبعوث الأميركي الخاص، كريستوفر الخوري الذي اعتبر أن الولايات المتحدة قد حققت هدفها الرئيس في سوريا وهو القضاء على ملاذ آمن لتنظيم الدولة وعليها التفاوض على حل سريع للانسحاب من البلاد.

وتابع جيفري قائلا، إن الانسحاب من سوريا سيعرض المصالح الإقليمية للولايات المتحدة والمجتمع الدولي للخطر. ولهذا السبب رفضت إدارة ترامب نهجا مشابها لمقاربة الخوري في عام 2018، وهو قرار أثبتته الأحداث اللاحقة.

ورأى جيفري أن ذلك سيمنح الروس نطاقا تردديا دبلوماسيا وعسكريا أكبر، لزيادة ضغطهم على تركيا وإسرائيل للانسحاب من سوريا أيضا، وسيؤدي ذلك في النهاية إلى ترك سوريا بكاملها تحت سيطرة الأسد الذي حرض على الحرب ومنح روسيا وإيران نصراً استراتيجياً.

وأشار جيفري إلى تشديد القادة العسكريين في القيادة المركزية الأميركية علنا على الحاجة إلى وجود الولايات المتحدة في سوريا وليس القواعد خارج البلاد لقمع داعش. مضيفا أن الخوري محق في أن الميليشيات المدعومة من إيران تهاجم المواقع الأميركية في سوريا كما تفعل في العراق وأماكن أخرى في المنطقة. لكن التراجع يشجع طهران ولا يردعه.

وكانت صحيفة نيويورك تايمز قد كشفت في شهر آب الماضي، أن إيران ونظام الأسد قررا استهداف القواعد الأميركية في سوريا، مقابل كل هجوم إسرائيلي على المواقع الإيرانية في البلاد، وذلك بسبب خوف النظام من اندلاع حرب شاملة في حال الرد على إسرائيل.

وفي الشهر نفسه، ضربت القوات الأميركية الميليشيات الإيرانية في المنطقة، وقال وكيل وزارة الدفاع الأميركية للشؤون السياسية، كولين كال، إن الضربات الجوية كانت رسالة إلى إيران والميليشيات التي تدعمها، لاستهدافها القوات الأميركية عدة مرات خلال العام الماضي.