خبراء: صوامع الحبوب في مرفأ بيروت آيلة للسقوط

خبراء: صوامع الحبوب في مرفأ بيروت آيلة للسقوط

حذر خبراء من أن صوامع الحبوب في مرفأ بيروت -الذي تعرض لانفجار هائل الصيف الماضي- آيلة للسقوط ويجب هدمها، مما يهدد الأمن الغذائي في لبنان الذي يعيش أصلا أزمة اقتصادية كبيرة وأخرى سياسية.

وقال الخبراء في شركة "أمان إنجنيريغ" السويسرية -التي قدمت للبنان مساعدة بإجراء مسح بالليزر لإهراءات الحبوب في المرفأ في أعقاب الانفجار الكارثي- إن كتلة الصوامع هي اليوم "هيكل غير مستقرّ ومتحرّك".

وأضافت الشركة في تقريرها الذي نشر أمس الاثنين "توصيتنا هي المضي قُدماً في تفكيك هذه الكتلة" الخرسانية الضخمة، محذرة من أنه "كما أصبح واضحاً، فإن الركائز الخرسانية تعرّضت لأضرار جسيمة.. سيتعيّن بناء صوامع جديدة في موقع مختلف".

وأوضحت أن الأضرار التي لحقت ببعض الصوامع كانت شديدة لدرجة أنها تميل بمعدل خطر حيث يصل إلى 2 ملم في اليوم، مشيرة إلى أن برج بيزا في إيطاليا كان يميل بمعدل 5 ملم في السنة قبل أن يتم تثبيته بإجراءات هندسية خاصة.

وكان وزير الاقتصاد راؤول نعمة قال في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي إن الحكومة ستهدم هذه الإهراءات التي كانت أكبر مخزن للحبوب في البلاد، وذلك بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة العامة. لكن السلطات لم تتخذ حتّى اليوم أي قرار بهذا الشأن.

وبعدما كانت هذه الإهراءات، ببنائها الخرساني العملاق البالغ ارتفاعه 48 متراً وقدرتها الاستيعابية الضخمة التي تزيد على 100 ألف طن، تعتبر أحد صمامات الأمن الغذائي للبنان، أصبحت اليوم رمزاً للانفجار الكارثي الذي أودى بحياة أكثر من مئتي شخص وأصاب أكثر من 6500 بجروح وألحق أضراراً جسيمة بالمرفأ وبعدد من أحياء العاصمة.

وفي 4 أغسطس/آب 2020، شهد العنبر 12 بالمرفأ انفجارا هائلا، وتقول السلطات إنه كان يحوي نحو 2750 طنا من مادة نترات الأمونيوم شديدة الانفجار التي كانت مُصادرة من سفينة ومُخزنة منذ عام 2014.

وينظم أهالي ضحايا انفجار المرفأ وقفات بشكل مستمر احتجاجا منهم على تباطؤ سير التحقيقات، مطالبين السلطات القضائية بالشفافية وعدم تسييس القضية وإعلان أسماء المتورطين في الكارثة.

وفي 7 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أعلن مجلس القضاء العدلي أن إجمالي من صدر بحقهم قرارات توقيف، على خلفية انفجار المرفأ، بلغ 28 شخصا، 3 منهم غيابيا، كونهم موجودين خارج البلاد.

ويعاني لبنان انقساما سياسيا حادا، إلى جانب أزمة اقتصادية هي الأسوأ منذ نهاية الحرب الأهلية (1975ـ 1990) زادتها سوءا تداعيات جائحة كورونا، وانفجار المرفأ.

المصدر : الفرنسية