سعيد عمر: ذكرى شروق ملحمة سحيلا تزين صفحات التاريخ بمقاومة پێشمركة کوردستان

سعيد عمر: ذكرى شروق ملحمة سحيلا تزين صفحات التاريخ بمقاومة  پێشمركة کوردستان

بمناسبة حلول الذكرى الرابعة لملحمة "سحيلا" التاريخية، قال سعيد عمر مسؤول مكتب العلاقات الوطنية للحزب الديمقراطيى الكوردستاني-سوريا ، في مقالٍ له على صفحته الشخصية، إن ذكرى شروق ملحمة سحيلا تدخل عامها الرابع لكي تزين صفحات التاريخ عن مقاومة پێشمرگة کوردستان الأبطال.

وفيما يلي نص المقال كما تابعته ريباز نيوز:

ذكرى شروق ملحمة سحيلا تدخل عامها الرابع لكي تزين صفحات التاريخ عن مقاومة الأبطال پێشمرگة کوردستان ٢٦ - ١٠ - ٢٠١٧

سعيد عمر

تتمة لخطة المؤامرة على الإقليم، كان لابد للطغاة أن يفصلوا إقليم كوردستان عن وسطه الجغرافي الإقليمي. وكانت الخطة تقتضي تقطيع أوصال الإقليم مع كوردستان سوريا عبر معبر سيمالكا، وكوردستان تركيا من خلال معبر إبراهيم الخليل، بغية محاصرته سياسياً وجغرافياً، وخنقه اقتصادياً، وتقطيع أوصاله ومنع أيّ امتداد بشري قومي بين الأجزاء الثلاث.

بدأت ساعة الصفر لمُخرجات المؤامرة، حيث أن معركة "سحيلا" كانت الخط العسكري الرئيسي للحشد الشعبي، والجيش العراقي، بغية مُحاصرة الإقليم وتتمة أحلام وأوهام الأعداء بإنهاء كيان إقليم كوردستان.

المعركة بدأت بالتزامن مع تحريك قوات عراقية باتجاه منطقة "سلوبي" الواقعة في كوردستان تركيا، والتحضير لاستلام معبر إبراهيم الخليل بعد القضاء على قوات البيشمركة المتمركزة في (سحيلا ومحمودية وعين عويس)، والتوجه صوب معبر فيشخابور / سيمالكا الحدودي مع كوردستان سوريا، وبهذا يكون الطريق معبداً بالحرير المطعم بالخيانة صوب هولير.

كعادتهم، بيشمركة لشكري روج. كانت لكلمتهم وقرارهم الفصل النهائي. بطولة أعادت للأذهان مفاهيم العقيدة والتضحية بالذات والروح والجسد في سبيل أن يحظى أطفال وشباب ونساء كوردستان بالكرامة والحرية.

معركة الوجود و اللاوجود.

أمام القصف الصاروخي الإيراني والعراقي على مواقع البيشمركة، وغطرسة العدو المشبع بسفك الدماء، وما يقابله من اتزان ورفعة اليبشمركة ودهائهم وشجاعتهم. لم تتمكن القوات الغازية من التقدم ملمترًا واحداً صوب نقاط البيشمركة.

في المقابل، فإن استرخاص الروح في سبيل إعلاء اسم كوردستان دفع بأسود البارزاني للتقدم لسد الطرق أمام جحافل إرهاب العصر الحديث، ليُعلنوا القضاء على من يعبر بين ربوع كوردستان مادمنا أحياء، ولتجديد عهد للبشمركايتي كان تقديم الشهداء قرابين على منبر الحرية هدية للأجيال الكوردية اللاحقة و وفاءً للاستفتاء على الاستقلال.

ولكون الأعداء يُحاربون دون عقيدة وهدف إنساني، فكان من السهل معرفة أحوالهم وما يدور بينهم. حيث عرضت القيادات العسكرية الحشدية والعراقية مبالغ مالية ضخمة لمن يقود أول مدرع صوب نقاط تمركز البيشمركة، لكن جميعهم رفضوا بعدما وجدوا البسالة والقوة والصلابة في دفاعات قوات البيشمركة الكوردية، حيث دكت مدفعية البيشمركة حصونهم وأفشلت مخططاتهم، وأنهت أحلامهم. كيف لا وهم أحفاد القاضي محمد والخالد مصطفى البارزاني.

خاب ظنَ كُل من اقترب من هولير وكوردستان. من الاسكندر المقدوني وهولاكو المغولي والحرس الثوري الإيراني والحشد الشعبي والجيشين التركي والعراقي وخونة العصر الحديث بعد أن حاولوا القضاء على هولير و كوردستان، وكُلهم جروا أذيال الخيبة و الهزيمة ورائهم، وسقطت ورقة التوت عن عورة خياناتهم ومؤامراتهم.

خلال هذا أثبت الجيش العراقي والحشد الشعبي أن لا دولة وطنية ولا مواطنة ولا دستور يجمعهم بالكوردي، فقط العنصرية والطائفية والبغضاء تجاه الكوردي والإنسانية والكرامة. وكشفت العورة عن سلالة الخيانة وأبت ألا أن يبقى التاريخ ذكرى راسخةً للأجيال القادمة قائلاً: تاريخكم خطين متوازيين لا يلتقيان، الأول نضالٌ وبطولة وتضحية ودماء وشهداء في سبيل الحقوق القومية والدولة الكوردية، والثاني خيانة ومذلة وتأمر وتبعية للغازي والمحتل وتعاونٌ مع القتلة والمجرمين.

لم تفهم الأغلبية ان معركة البيشمركة في "سحيلا" هي معركة الوجود والورقة التي لو لم تنجح لكانت نهاية المشروع القومي الكوردي لمئات السنين ، استطاع من خلالها أوفياء الكورد الذين لا يتجاوز عددهم ستة آلاف بيشمركة من مقاومة أزيد من ثلاث مئة ألف مسلح مدججين بأطور الأسلحة وأفتكها، دون أن ننسى أنها ملحمة كانت مفتوحة على كل أربع واجهات إيرانية تركية عراقية سورية جميعها متوحشة، كانت معركة راهن الجميع لصالح الحشد الشعبي و هناك من كتب بالبند العريض في الصحف "باي باي كوردستان"، لكن خابت الأمال وصح الصحيح ورفعت أعلام الوطن عالية أمام صيحات البيشمركة وهرب المهاجمين تاركين كل شيء ناجين بأروحهم الدنيئة.

أنذاك بعد الانتصار تقدم الجنرال "منصور بارزاني" قائلا لشباب بيشمركة روج : هل تعلمون أنكم أحب إلى السروك (الرئيس) مني، وأنتم أبناؤه المقربين إلى قلبه مني، خلالها هتف الجميع لبيك يا البارزاني لبيك يا كوردستان

خلال هذه الملحمة التاريخية للبيشمركة أصيب الإعلام الإقليمي بالشلل لمدة من الوقت نتيجة الفضيحة التي تعرضت لها جيوشهم أمام قوة الكورد، أنذاك سخر بعض الإعلام الدولي من عنتريات الجيش العراقي والإيراني والتركي الذين يدعون الحداثة والعصرنة، إذ كذب الخبراء العسكريين كل ما قيل ويقال بتعاليق متهكمة عن الوضع العسكري الإقليمي الكرتوني.

بذلك أفشلت اليبشمركة مُخطط مُجرمي العصر. وأبقت الشريان القومي بين الكورد على قيد الحياة، ولم تسمح بحرمان الكورد من رؤية كوردستان واحة للحرية والديمقراطية مُجدداً.

ملحمة "سحيلا" معركة القرن الواحد والعشرون وإثبات للوجود القومي الكوردستاني، والتفريق بين المُضحي بروحه في سبيل الوطن، والمُضحي بالوطن في سبيل روحه الذليلة.