كيف تسعى الصين لطمس حقيقة «كورونا»؟

كيف تسعى الصين لطمس حقيقة «كورونا»؟


فرضت الصين قيوداً على نشر الأبحاث الأكاديمية حول أصل فيروس «كورونا» المستجد، وفقاً لتوجيهات حكومية كما أنها تمحو الأبحاث المنشورة بالفعل على شبكة الإنترنت، حسب ما ذكرته شبكة «سي إن إن» الأميركية.

وبموجب القيود الجديدة، ستخضع جميع الأبحاث الأكاديمية حول «كوفيد - 19» لفحص إضافي قبل نشرها، وحتى المنشور منها الذي تم حذفه، سيخضع لتدقيق إضافي، ويجب أن يحصل على موافقة مسؤولي الحكومة المركزية.

ويبدو أن التدقيق المتزايد هو أحدث جهود الحكومة الصينية للسيطرة على الرواية حول أصل وباء «كورونا»، الذي أودى بحياة أكثر من 100 ألف شخص وإصابة أكثر من 1.7 مليون شخص حول العالم منذ تفشيه لأول مرة في مدينة ووهان الصينية نهاية 2019.

ومنذ أواخر يناير (كانون الثاني)، ينشر الباحثون الصينيون سلسلة من الدراسات حول «كوفيد - 19» في المجلات الطبية الدولية، وأثارت بعض النتائج عن حالات الإصابة الأولى بالفيروس وبداية انتقاله من إنسان لآخر تساؤلات حول الرواية الحكومية الرسمية لتفشي المرض كما أثارت جدلاً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية.

والآن، يبدو أن السلطات الصينية تشدد قبضتها على نشر الأبحاث حول «كورونا» لتصبح صاحبة الرواية الوحيدة حول أصل الفيروس وطريقة انتشاره.

وقال ديفيد هوي شو تشونغ، الطبيب الخبير في أمراض الجهاز التنفسي بجامعة هونغ كونغ الصينية، إنه لم يواجه أي فحص أو تدقيق إضافي عندما نشر هو وفريق من الباحثين الصينيين تحليلاً سريرياً لحالات «كوفيد - 19» في فبراير (شباط) الماضي.

وأضاف لشبكة «سي إن إن» عبر الهاتف «كانت العملية بسيطة حقاً في ذلك الوقت». وقال: «لم يكن هناك أي قيود على الإطلاق».

وفي أواخر ديسمبر (كانون الأول)، أبلغت ووهان عن أول حالات الإصابة بفيروس «كورونا»، وربطتها السلطات بسوق للمأكولات البحرية في المدينة، بينما قال العلماء في الصين والغرب إن الفيروس من المحتمل أن يكون قد نشأ في الخفافيش وانتقل إلى البشر عبر مضيف وسيط.

ويشدد المسؤولون الصينيون ووسائل الإعلام الحكومية دائماً على أنه لا يوجد استنتاج دقيق حول المصدر الحقيقي للفيروس. والشهر الماضي، قام المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو لي جيان بالترويج لنظرية تقول إن الفيروس نشأ في الولايات المتحدة ونقله الجيش الأميركي إلى الصين.

وقال المتحدث باسم الحكومة الصينية، في حسابه على «تويتر»، إن الجيش الأميركي ربما جلب فيروس «كورونا» إلى مدينة ووهان الصينية التي كانت الأكثر تضرراً بسبب التفشي. وكتب جيان: «متى ظهر المرض في الولايات المتحدة؟ كم عدد الناس الذين أُصيبوا؟ ما أسماء المستشفيات؟ ربما جلب الجيش الأميركي الوباء إلى ووهان، تحلوا بالشفافية! أعلنوا بياناتكم! أميركا مدينة لنا بتفسير».