هل وضعية النوم تؤثر في حجم التجاعيد بوجهك.. ماذا يقول العلم؟

هل وضعية النوم تؤثر في حجم التجاعيد بوجهك.. ماذا يقول العلم؟

تجاعيد الوجه هي عنصر واحد من سلسلة معقدة من التغييرات التي تحدث مع تقدمنا ​​في العمر، وهي أمر لا مفرّ منه، نفكر فيه على نحو متزايد حينما تبدأ تلك الخطوط الرفيعة المزعجة بالظهور.

وفي حين أن تعابير وجوهنا هي المسؤولة عن أنماط التجاعيد الأكثر شدة، إلا أنه ليست كل تجاعيد الوجه ناتجة عن تقلص العضلات. فيوجد نوع آخر من تجاعيد الوجه، ينتج عن وضعية النوم التي نفضلها، حيث تكون الجاذبية هي القوى الخارجية الوحيدة التي تؤثر في الوجه أثناء النوم. ومن ثم يتطور هذا النوع من التجاعيد كردّ فعل على التشوه الناتج عن ضغط الوجه على أي سطح نضع عليه وجوهنا أثناء النوم.

أنماط تجاعيد النوم
وتنشأ التجاعيد الخاصة بخطوط التعبير عن طريق تقلصات عضلات الوجه، فبمرور الوقت يؤدي تكرار تعابير الوجه، مثل العبوس والابتسام والضغط على شفتيك والتحديق، إلى ظهور خطوط دائمة. أما تجاعيد النوم فهي لا تنتج عن حركة العضلات بل تتشكل نتيجة الضغط على وجهك في الوسادة أثناء النوم.

وبالنظر إلى أننا ربما نقضي وقتا في النوم أكثر مما نقضيه في العبوس، فإن التجاعيد التي يسببها النوم قد تجعلك تتقدم في العمر أكثر مما تتخيل. والأسوأ من ذلك، أنها أكثر صعوبة في العلاج.

وبعض أنماط تجاعيد النوم يمكن أن تتطابق مع خطوط تعبيرات الوجه، لكن معظم تجاعيد النوم تميل إلى أن تكون عمودية على تجاعيد التعبير. كما أنه يمكن رؤية معظم تجاعيد النوم على الجبهة والشفتين والخدين.

وللتقليل من تجاعيد التعبير يمكنك ارتداء النظارات الشمسية لمنع التعرض للأشعة فوق البنفسجية ومنع التحديق، لكن الطريقة الوحيدة لمنع خطوط النوم هي ضبط وضع النوم نفسه.

وعلى عكس تجاعيد تعبيرات الوجه، لا يمكن القضاء على تجاعيد النوم التي تتشكل بسبب الضغط الميكانيكي أثناء النوم باستخدام توكسين البوتولينوم "البوتوكس".

كيف تتشكل تجاعيد النوم؟
ووفقا للدراسة المنشورة في مجلة الجراحة التجميلية (Aesthetic Surgery Journal)، التي راجعها زملاء الجمعية الأميركية لجراحة التجميل (ASAPS)، فإن بعض وضعيات النوم أسوأ من الأخرى، وخلصت الدراسة إلى أن وضعيات "الانبطاح على البطن وعلى الجانبين" أثناء النوم هي الأسوأ، وهي التي تؤدي إلى تطور تجاعيد النوم مع مرور الوقت.

ووفقا للدراسة فإن وضعيات النوم هذه لا تؤدي إلى ظهور التجاعيد فقط بل قد تساهم أيضا في تمدد بشرة الوجه.

ومع أن تجاعيد النوم تختفي في وجوه الشباب عند الاستيقاظ، فإن معدل تجاعيد النوم وشدتها يختلفان مع تقدم البشرة في العمر، ويمكن أن تصبح دائمة مع مرور الوقت ومع كثرة التكرار.

وفي ما يأتي أكثر أوضاع النوم شيوعا لشرح كيفية مساهمتها في ظهور الخطوط الدقيقة والتجاعيد.

النوم على البطن
النوم على البطن ووجهك منكفئ داخل الوسادة يعدّ أسوأ وضع للنوم مسبب للتجاعيد المرتبطة بالنوم. فإذا كنت قد استيقظت من قبل ولاحظت خطوطا عمودية أو علامات نوم على وجهك، فقد رأيت بالفعل نموذجا لتجاعيد النوم التي ستتشكل لديك مع الوقت.

النوم على جانبك
لقد ثبت أن النوم على جانبك مفيد بالفعل لصحتك، ومع ذلك، فإنه قد يخلق تجاعيد عمودية أسفل الخدين والذقن. ويعزز هذا النوع من التجاعيد أيضا تجاعيد تعابير الوجه مثل خطوط العبوس والخطوط حول شفتيك.

وفي حال كنت تفضل النوم على جانب دون الآخر، فسيكون من السهل جدا معرفة الجانب الأكثر ترهّلا، لذا ينصح بتبديل وضع النوم بين الجانبين فربما يساعد ذلك على تخفيف الأعراض.

النوم على الظهر
أفضل طريقة لتجنب تجاعيد النوم هي تجنب ملامسة الوجه للوسادة، ويكون ذلك بالنوم على الظهر. فالنوم على الظهر هو أيضا طريقة جيدة لتفادي البكتيريا الموجودة على وسادتك والتي تتفاعل مع سطح وجهك، كما أن طريقة النوم هذه ستسمح للسوائل بالخروج بطريقة صحيحة، ومن ثم منع انتفاخ العينين.

التحكم في وضعية النوم
ووفقا للدراسة السابقة، فإن عدد المرات التي نغير فيها وضعية نومنا في الليل تنخفض من 27 إلى 16 مرة مع تقدمنا في العمر، بمتوسط 20 مرة بالليلة، وذلك يجعلنا ثابتين متكئين على جهة واحدة من الوجه مدة طويلة من الوقت، فتزيد التجاعيد المرتبطة بالنوم.

ويقول د. جوسيل أنسون، المؤلف الرئيسي للدراسة، إن تجاعيد النوم تتأثر بمقدار الوقت الذي نقضيه في أوضاع مختلفة. وفي حين أن وضعية نومنا الأولى نحددها وفقا لقرار واع، إلا أننا نغير هذه الوضعية طوال الليل دون وعي.

ووفقا لنتائج الدراسات فإن وضع النوم الجانبي هو الأكثر شيوعا بمتوسط ​​65%، ومن ثم وضعية الاستلقاء على الظهر بنسبة 30%، أما وضعية الانبطاح على البطن فتأتي في الترتيب الثالث بنسبة 5%.

تقليل تجاعيد النوم
يقول الدكتور أنسون إن إحدى الطرق لتقليل تجاعيد النوم والحدّ من تشوه الوجه أثناء النوم تكون بالنوم مستلقيا على الظهر، فهذا هو الوضع المثالي. وهناك كثير من الوسائد المخصصة والمتاحة للمساعدة على تحقيق ذلك.

وينصح باستخدام الواقي الشمسي، والإقلاع عن التدخين، وتحسين التغذية، والعناية الموضعية بالبشرة للتحكم على الأقل في بعض المتغيرات التي تؤثر في الشيخوخة.

وبينما ينصح جرّاحو التجميل بتجنب النوم على الجانبين وعلى البطن، فإن من الصعب جدا تغيير أنماط النوم غير الواعية، التي تنتج أثناء تقلبات النوم غير الواعية.

المصدر : مواقع إلكترونية