الذكرى الـ72 لإعدام الشهيد قاضي محمد

الذكرى الـ72 لإعدام الشهيد قاضي محمد
وصية قاضي محمد

ولد القاضي محمد في مدينة مهاباد سنة (1901). والده هو القاضي علي بن قاسم بن ميرزا احمد، وأمه من عشيرة “فيض الله بك” الذائعة الصيت في مملكة موكريان.

في ثلاثينيات القرن المنصرم، انضم (قاضي محمد) إلى حزب (خويبون)، الذي أعلن نضاله في العام 1927 بمعاونة (إحسان نوري باشا) في كوردستان الشمالية. وفي العام 1944 تشكلت منظمة كوردية باسم (جمعية الإحياء الكردي)، مهدت لقيام الحزب الديمقراطي الكوردستاني في إيران، الذي أصبح (قاضي محمد) من مؤسسيه. وكان برنامج هذا الحزب يتلخص بتحقيق الحرية في إيران، والحكم الذاتي لكوردستان داخل الحدود الإيرانية، والإخاء مع الشعب الأذربيجاني وكل الأقليات غير الفارسية.

وفي 16/12/1945وسط جمع غفير في ساحة (جوار جرا) في مهاباد، وفي أجواء احتفالية كبيرة أعلن (قاضي محمد) في ذلك اليوم التاريخي انقطاع منطقة موكريان عن حكومة طهران، ونكسوا علم حكومة طهران من المؤسسات والمدارس ورفعوا علم كوردستان بدلاً منه.
وبتاريخ 22/1/1946 أعلن قيام (جمهورية كوردستان) بقيادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني، وسط ظروف شائكة ومعقدة، وأصبحت مدينة (مهاباد) عاصمة للجمهورية الفتية. وأمام العالم ووسط أكبر ساحة من ساحات العاصمة تم انتخاب (قاضي محمد) أول رئيس للجمهورية الكوردستانية ، وكان حاضراً هذه الاحتفالات المهيبة وفود من جميع أطراف منطقة كوردستان.

وبعد أن ألقى الرئيس الجديد كلمته، تم ولأول مرة في التاريخ الكوردي رفع العلم الكوردستاني، كما تم طرح البرنامج الكفاحي الشامل للجمهورية. وعدّت اللغة الكوردية لغة رسمية, وتم فتح المدارس وأنشئت الصحافة والمسارح، ودخلت المرأة في معترك الحياة الكوردستانية الجديدة، وقامت علاقات تجارية مع دول الجوار وأهمها العلاقة مع الاتحاد السوفيتي.

لم يكن عمر الجمهورية الكوردية طويلاً، إذ حاول (قاضي محمد) التفاوض مع حكومة طهران حول علاقة الجمهورية الكوردية بوصفها سلطة حكم ذاتي، بالحكومة المركزية، فرفضت إيران التفاوض، وأرسلت حملة عسكرية نجحت في قمع الحركة الديمقراطية في كوردستان إيران بوحشية، وقضت على الجمهورية الكوردية وفي 31 آذار 1947، وبعد محاكمة صورية، أعدم رئيس الجمهورية (قاضي محمد) وعشرات آخرون من قادة ومناضلي الكورد في ساحة (جوار جرا) بمهاباد، شنقاً حتى الموت.