رغم التضييق.. عشرات المسنين المسيحيين يعيشون في قرى شمالي جسر الشغور

رغم التضييق.. عشرات المسنين المسيحيين يعيشون في قرى شمالي جسر الشغور

يعيش العشرات من المسيحيين في عدة مواقع بمحافظة إدلب التي يسيطر عليها هيئة تحرير الشام، تلك القرى والأحياء كان يقطنها مئات المواطنين، نزحوا مع اقتراب فصائل المعارضة المسلحة والجماعات الجهادية من إحكام السيطرة عليها في العام 2015.

مصادر مطلعة قالت لـ”المرصد السوري، بأن أعداد المدنيين من أبناء الديانة “المسيحية” في إدلب وريفها، قبل عام 2015 بنحو 20 ألف نسمة، موزعين في مدينة إدلب وأربعة قرى رئيسية وهي: اليعقوبية والقنية والغسانية والجديدة، أما بعد العام 2015 والذي تمكنت فيه الجماعات الجهادية وفصائل المعارضة المسلحة تحت مسمى”جيش الفتح” من السيطرة على مدينة إدلب، بدأ العدد بالتلاشي، ويتراوح عددهم حاليًا ما بين 300 إلى 500 نسمة فقط غالبيتهم من كبار السن.

مصادر أهلية قالت لـ”المرصد السوري” بأن الفصائل استولوا على ممتلكات “المسيحيين” من الذين لجأوا ونزحوا إلى مناطق أخرى، في حين قام الكثير منهم بتأجير عقاراتهم وذلك عبر عقود توكيل لمعارفهم وأقاربهم في إدلب والاستفادة من عائداتها، إلى حين إلغاء عقود التوكيل من قبل هيئة تحرير الشام في العام 2018.

وأحدثت “حكومة الإنقاذ” مكتبًا تحت مسمى” أملاك النصارى” والذي يشرف على عمليات تأجير العقارات لمستثمرين أو نازحين ومهجرين.

وبحسب مصادر “المرصد السوري” فإن قرية “اليعقوبية” بريف جسر الشغور ، قُدر عدد سكانها في العام 2015 بنحو 1500 نسمة، بقي منهم 70 نسمة فقط، من سكانها الأصليين، ويبلغ عدد المنازل المصادرة فيها، بنحو 300 منزل، ونحو 40 محلاً تجارياً، وتبلغ مساحة الأراضي الزراعية المحيطة بها أكثر من 500 دونم، منها ما يقارب 200 دونم مزروعة بالأشجار المثمرة، ويستوطن في القرية حاليًا، نحو 200 عائلة من النازحين والمهجرين.

ويعرف عن قرية “اليعقوبية” تنوع محاصيلها الزراعية، فهي تشتهر منذ زمن طويل بزراعة أشجار الزيتون والرمان واللوز والتفاح، وكانت تعد وجهة الكثير من السياح من جميع المدن السورية والدول العربية، وكانت تشتهر بوجود كنيسة “آنا”.

أما قرية القنية، فقدر عدد سكانها في العام 2015 بنحو 2000 نسمة، بينما لا يتجاوز عددهم حاليًا 100نسمة من كبار السن فقط، ويقدر عدد المنازل المصادرة فيها من قبل”تحرير الشام” بنحو 400 منزل، ونحو 100 محل تجاري، وتقدر مساحة الأراضي الزراعية فيها بنحو 700 دونم، منها ما يقارب 200 دونم من الأراضي المزروعة بالأشجار المثمرة، ويستوطن فيها حالياً نحو 500 عائلة من النازحين والمهجرين

كما تشير المصادر أيضاً، أن قرية” الجديدة” قدر عدد سكانها في العام 2015، نحو 1700 نسمة، بقي منهم نحو 50 شخص من كبار السن، ويقدر عدد المنازل المصادرة فيها من قبل”تحرير الشام” بنحو 350 منزل، إضافة لنحو 50 محل تجاري، وتقدر مساحة الأراضي الزراعية فيها بنحو 400 دونم ، منها ما يقارب 100 دونم من الأراضي المزروعة بالأشجار المثمرة، ويستوطن فيها حالياً قرابة 150 عائلة من النازحين والمهجرين.

وأفادت مصادر محلية”للمرصد السوري” أنه يتواجد في كل قرية ما بين 50 إلى 100 عائلة أخرى من عائلات مقاتلين من جماعات جهادية مثل “تحرير الشام” وتركستان” وأوزبك” يستوطنون فيها بشكل مجاني دون مقابل، وأن قيمة إيجار المنازل التي تأخذها”حكومة الإنقاذ” من النازحين والمهجرين في هذه القرى الثلاث، دون علم أو إذن أصحاب هذه العقارات الأصليين.

الشاب ( س.ح ) ” 32 عامًا” من أبناء قرية اليعقوبية، ويقيم في ألمانيا، يتحدث لـ”المرصد السوري” قائلاً: أن عائلته تفرقت في العام 2015، وأن والديه لم يخرجوا من القرية، مضيفًا بأن ممتلكاتهم لم تسلم من المصادرة، حيث تم مصادرة عدة منازل تملكها العائلة، إضافة لنحو 15 دونم من الأراضي الزراعية ونحو 100 شجرة زيتون، فيما سمحت لوالده بالمنزل الذي يسكنه وقطعة أرض صغيرة.

كما يؤكد (س.ح) أخيرًا أن غالبية من لجأوا من القرى “المسيحية” من ريف إدلب الغربي، توجهوا إلى لتركيا و أوروبا وبعض الدول العربية.

ووفقًا لمصادر المرصد السوري، فإن عائدات الإيجارات للمنازل في قرى “اليعقوبية والقنية والجديدة” التي تسرقها”تحرير الشام” تقدر بنحو 1000 دولار أمريكي شهريًا، كما تقدر عائدات تأجير الأراضي الزراعية بأكثر من 100 ألف دولار سنويًا.

وتجري عقود التأجير مع “حكومة الإنقاذ” المتمثلة سابقًا بمكتب “الغنائم” ثم مكتب”أملاك النصارى” ومكاتبه الإدارية التابعة له، دون إذن و موافقة صاحب العقار الأساسي بذريعة غيابه، ويتم توطين مهجر أو نازح بعد التعاقد معه.

وتقدر قيمة مسروقات “تحرير الشام” مئات آلاف الدولارات بشكل سنوي من عائدات ممتلكات أتباع الديانة “المسيحية” في كل من إدلب المدينة وريفها الغربي.

والجدير بالذكر، أن قرى “اليعقوبية والقنية والجديدة” لم يتبقى فيها سوى نحو 270 مدني، وهم من أتباع الديانة “المسيحية”الأرثوذوكس” وهم كبار في السن، بينما يتواجد نحو 50 آخرين في أحد أحياء مدينة إدلب.



"المرصد السوري"