اللاجئون السوريون في لبنان يتحدون البرد والصقيع

اللاجئون السوريون في لبنان يتحدون البرد والصقيع

يتأثَّر لبنان بمنخفض جوي قادم من فوق البحر الأسود يترافق مع رياح شديدة وأمطار غزيرة وثلوج على المرتفعات.

حيث غمرت الثلوج معظم القرى والبلدات ابتداءً من ارتفاع 800 متر، في وقت يعيش البلد أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه وانهياراً غير مسبوق للعملة الوطنية وارتفاعاً جنونياً بأسعار المحروقات والسلع والملابس.

وقد غطت الثلوج مخيمات اللاجئين السوريين في المناطق الجبلية والبعيدة خاصة في البقاع والشمال، مع انعدام قدرتهم على تأمين وسائل التدفئة والوقود والملابس الشتوية نتيجة ارتفاع الأسعار وفي ظلّ انعدام المساعدات الإنسانية وشِبه غياب المنظمات الدولية المعنيّة.

وفي ظلّ الواقع المعيشي الصعب في البلاد، يحارب اللاجئون السوريون الصقيع والبرد، ويلجؤون لتأمين سُبل للتدفئة في ظل تدنِّي درجات الحرارة إلى ما دون الصفر وارتداء الطبيعة الثوب الأبيض.

ويُعتبر اللاجئون السوريون في بلدتَيْ "عرسال" و"البقاع" شرقي لبنان الأكثر تضرراً في فصل الشتاء، حيث تزداد معاناتهم في ظل نقص حادّ في مستلزمات الحياة الأساسية خاصة مواد التدفئة.

"سامر" اللاجئ السوري في مخيم "عرسال" للاجئين وهو أب لطفلين، يقول -وعلامات الحيرة والخوف على وجهه: إنّه لا يعرف من أين سيؤمِّن الوَقود والتدفئة لعائلته اليوم والأيام المقبلة في ظل المنخفض الجوي الذي يضرب لبنان.

ويضيف: إن الثلوج غمرت المخيم والخيام غير المؤهلة لأدنى مقومات الحياة، ويوضح أن المياه تسربت إلى داخل خيمته وبلّلت البطانيات التي يغطي أولاده بها رغم تداعياتها الصحية السلبية، ويشير سامر إلى أنّه سيلجأ إلى إشعال بعض من ملابسه لكي يشعل الموقدة ويدفئ أطفاله.

ويؤكّد سامر أن أحداً لم يوزع عليهم مادة المازوت هذا العام، والذي ارتفع سعره إلى أسعار جنونية مع ارتفاع سعر الدولار أمام الليرة اللبنانية.

ويقول: إنّ الحصول على مادة المازوت أصبح من المستحيلات، ويُبدي تخوُّفه من فِقْدان أحد أطفاله وأي من أفراد المخيم نتيجة البرد القارس والصقيع والثلوج التي تغطي المخيم بكامله.

وقد اخترع اللاجئون المدافئ "التنكية" ويشعلون فيها عيدان الحطب والأعشاب والقش، وبعض العلب الكرتونية وأكياس النايلون التي جمعوها من بقايا المحلات التجارية قبل بَدْء العاصفة، وبعضهم يلجأ إلى إشعال الملابس والأحذية الممزقة وإلى إحراق أيّ شيء، بغرض التدفئة، رغم الأضرار السلبية التي تحدثها هذه المواد على الجهاز التنفسي، ناهيك عن خطر اشتعال الحرائق التي قد تسببها هذه المدافئ.

ومن البقاع إلى الشمال يقول اللاجئ "أبو يحيى": إن الوضع سيئ جداً في ظل البرد القارس والعاصفة الحالية، ويشير إلى أنّ معظم اللاجئين لا يملكون موادّ للتدفئة بل إنهم يستخدمون ما لديهم من ملابس ممزَّقة وأحذية قديمة وأكياس نايلون من أجل إشعال نار للتدفئة.

ويوضح أن المساعدات التي كانت تُقدَّم لهم مع بداية فصل الشتاء سواء من مفوضية الأمم المتحدة أو الجمعيات الخيرية تدنت قيمتها كثيراً مع ارتفاع الدولار، ولم تَعُدْ تكفي إلا لأسبوع واحد من الشهر في ظل الغلاء الحاصل على كافة المستويات.