مخيمات التخسيس.. الحل الأخير لتحقيق حلم الرشاقة

مخيمات التخسيس.. الحل الأخير لتحقيق حلم الرشاقة
هدف المخيمات هو اعتياد المشاركين على نمط حياة صحي مختلف

في عام 2006 بدأت فكرة نسخة عربية من البرنامج الأميركي "الخاسر الأكبر"، في وقت كانت قد بدأت فيه برامج الواقع تحتل مساحة كبيرة على الشاشات العربية.

نجح برنامج الحميات الغذائية المعتمدة على تجميع عدد من أصحاب الأوزان الثقيلة والسمنة المفرطة في مكان واحد، وإخضاعهم لبرنامج غذائي ورياضي صحي، وتغيير شامل في نمط حياتهم اليومية، بهدف لفت أنظار المشاهدين لمتابعة انتصارات الخاسرين.

البرنامج -الذي امتد على مدار أربعة مواسم- كان هو الشرارة التي أنارت الطريق لفكرة "المخيم الصحي"، وبعد أكثر من 13 عاما على انطلاقته الأولى عاد الخاسرون الجدد إلى ساحات التنافس والحياة الجديدة، نظام صارم، غذاء صحي، رياضة منتظمة، متابعة يومية، والموعد عشرة أيام أو ربما أسبوعان أو شهر كحد أقصى، لكن هذه المرة يربح الفائز صحته، لكنه في المقابل يدفع المال، فالمخيم الصحي مدفوع الثمن مقدما.

تجارب ملهمة
ورغم انتشار مخيمات الحمية والرشاقة في العديد من الدول الغربية فإن وجودها في مصر ارتبط بشكل كبير بانتشار مجموعات "الدايت" والرياضة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فكثيرون ممن نجحوا في خسارة أوزانهم أسسوا طرقا لأتباعهم من الراغبين في التخلص من السمنة المفرطة، واتباع نموذج ملهم قادر على تغيير حياتهم نحو الأفضل، مثل صفحة "سفاح الفات"، وكان إسلام إدريس من أوائل من أسسوا لهذا النمط من التجمعات القائمة على تحديد هدف وتنفيذه.

نجح إسلام في نشر تجربته عبر صفحة فيسبوك، ثم مجموعة للتخسيس والوصفات الغذائية والتمارين، ثم انتقل إلى مساحة أكبر، فسجل تجربته في كتاب بعنوان "سفاح الفات".

وبالتعاون مع أحد أشهر المراكز الرياضية في القاهرة بدأ إدريس في تنفيذ فكرة التخييم، لتحقيق نتيجة أفضل لعدد محدود يتم اختيارهم بحسب أوزانهم وحالتهم الصحية والأوزان المطلوب فقدانها، كثيرون تابعوا إدريس واشتركوا معه رغم ارتفاع تكلفة المخيم الخاص به الذي يكلف حوالي 10 آلاف جنيه مصري (ما يعادل 600 دولار) لمعسكر يستمر ثلاثة أسابيع.

المخيم يعيد ذكريات الكشافة
تقول شيماء الجمال عن مشاركتها في معسكر "سفاح الفات" إنها كان من أهم التجارب التي خاضتها في حياتها، واستطاعت من خلال متابعتها معه أن تفقد 40 كيلوغراما من الدهون، بالإضافة إلى بناء كتلة عضلية وتحسين شكل جسدها.

وأضافت "بالطبع هذا لم يحدث أثناء فترة المخيم، لكن نظام الحياة الذي أصبحت عليه هو ما منحني تلك الشخصية الجديدة القادرة على تحويل حياتي".


وتؤكد شيماء أن جسمها كان في أقل معدلات حرق الدهون، لكن اتباع نظام غذائي مخصص لجسدها وممارسة رياضة تعتمد على تحسين الحرق نجحا في استعادة مقاومة جسدها لتكوين الدهون.

وأضافت أن "فكرة المخيم لم تكن جديدة عليها، فهي تشارك في العديد من المعسكرات التابعة للمدرسة والجامعة، لكن المخيم الصحي كان مختلفا، فهو قريب الشبه بمعسكرات الجيش، حيث يتم حساب كل شيء، والنوم والاستيقاظ بموعد مثل الطابور، والاهتمام بالتفاصيل الصغيرة في الحياة اليومية، حتى أننا كنا لا نستطيع استخدام هواتفنا إلا في الأوقات المسموحة فقط".

تجربة الإسكندرية.. 7 أيام لحياة مثالية
في الإسكندرية، بدأت المدربة الرياضية روان فهمي تجربتها الخاصة، فمنذ تخرجها في كلية التربية الرياضية التحقت بالعمل في أحد المراكز الرياضية الشهيرة بالإسكندرية.

خططت روان للفكرة وبدأت في تنفيذها بالإعلان عن "كامب للبنات فقط"، وخصصت التجربة للنساء، لأن الأوضاع الاجتماعية في مصر لا تسمح للفتيات بالمشاركة في فعاليات مشتركة.


مدة الإقامة في مخيم روان عشرة أيام، وقد حجزت فيلات في منطقة بيانكي بالإسكندرية، وحمام سباحة، وغرفا للإقامة، ومطبخا مهيأ لتجهيز الوجبات الصحية.

وتقول روان إن "الفكرة مستنسخة من أفكار أجنبية، ولكن أصبحت منتشرة في مصر، ربما هي أول مرة تقام في مدينة الإسكندرية، لكن القاهرة فيها العديد من المعسكرات التي نجحت بشكل كبير في تهيئة المشاركين فيها على لنظام الحياة الصحية".

وأضافت للجزيرة نت إن "الهدف الأساسي من فكرة المخيم هو اعتياد المشاركين على نمط حياة مختلف، غذاء صحي، رياضة منتظمة، متابعة دورية، الانتظام في مواعيد النوم واليقظة، الاعتياد على هذا النوع من الحياة ليس فقط قادرا على إنقاص الوزن، لكنه كذلك سيعيد نشاطك وحيويتك، ويعيدك لبيتك بشخصية جديدة".

الإقبال على مخيم الإسكندرية فاق توقعات روان رغم أنها خشيت من فكرة ارتفاع التكلفة، خاصة أنها تشمل إقامة كاملة لمدة عشرة أيام تكلف خمسة آلاف جنيه (300 دولار).

هذا النوع من المعسكرات مكلف للغاية، وهذا المبلغ لا يقارن إذا وضعنا في الاعتبار أن إقامة لمدة أسبوع في فندق يمكن أن تكلف مثل هذا المبلغ وأكثر، بالإضافة إلى الإشراف الغذائي والصحي والرياضي.

وفي مخيم الإسكندرية ستقوم روان بتجهيز الأطعمة الصحية، والإشراف على خطة التمارين الرياضية، بالإضافة إلى الاستعداد للأمور الطارئة من حيث المتابعة الطبية والتصاريح الأمنية حتى لا تتعرض الفتيات لأي مخاطر.

وتقول روان إن نجاح المخيم الأول لها هو هدفها الوحيد الآن، والتحدي الأهم الذي تخوضه في حياتها وسيتوقف عليه العديد من الخطوات التالية في مشوار حياتها كمدربة لياقة بدنية.