الذكرى السنوية الـ100 لاستشهاد الشيخ سعيد بيران والعشرات من رفاقه

الذكرى السنوية الـ100 لاستشهاد الشيخ سعيد بيران والعشرات من رفاقه

يصادف اليوم، الأحد 29 حزيران 2025، الذكرى السنوية الـ100 لاستشهاد الشيخ سعيد بيران والعشرات من رفاقه.

نبذة عن حياة " الشيخ سعيد بيران ":

هو سعيد بن الشيخ محمود بن الشيخ علي، ولد في قضاء بالو عام 1865، بكوردستان تركيا، تلقى تعليمه الأولي على يد والده الشيخ محمود، متعلماً حفظ القرآن ومبادئ القراءة والكتابة، ثم درس الفقه والشريعة الإسلامية.

بعد أن أنهى دراسته أصبح عالماً دينياً معروفاً، وانتقلت إليه الزعامة الدينية بعد وفاة والده وأصبح مرشداً للطريقة في بالو، ومارس الشيخ سعيد النشاط السياسي منذ تأسيس الجمعيات والمنظمات الكوردية بين أعوام 1908 – 1923 وكانت له صلات وثيقة مع العائلات الوطنية، كعائلة بدرخان بك، وعائلة الشيخ عبيدالله النهري، بالإضافة إلى الزعماء الكورد المعاصرين له.

بعد اعتقال بعض قادة جمعية آزادي (خالد جبران ويوسف زيا) عام 1924، عقدت الجمعية مؤتمراً في مدينة حلب بسوريا، واختير الشيخ سعيد رئيساً للجمعية، وقرروا القيام بانتفاضة شاملة لنزع الحقوق القومية الكوردية، وحدد بدء الانتفاضة في يوم العيد القومي الكوردي (عيد نوروز) 21 آذار 1925، وقام الشيخ سعيد بجولة في كوردستان تركيا لكسب الدعم والتأييد للانتفاضة.

وصادف وصول الشيخ سعيد إلى قرية بيران برفقة 100 فارس، وصول مفرزة تركية جاءت لاعتقال بعض الكورد، ووقع اصطدام مسلح بين قوات المفرزة ورجال الشيخ. وقُتل فيها بعض الجنود الأتراك وتم اعتقال الآخرين.

وعندما انتشر خبر تلك الحادثة ظن القادة الكورد بأن الشيخ سعيد قد أعلن الانتفاضة، فهاجموا القوات التركية، إذ سيطر الشيخ عبد الرحيم أخو الشيخ سعيد على مدينة كينج التي اختيرت كعاصمة مؤقتة لكوردستان تركيا.

انتشرت الانتفاضة بسرعة كبيرة، ولفترة قصيرة سيطر الثوار على أراضي معظم كوردستان ( 14 ولاية شرقية ) إذ بلغ عدد الكورد المنتفضين نحو 600 ألف الى جانب حوالي 100 ألف من الشركس والعرب والأرمن والآثوريين.

فرض الثوار الحصار على مدينة آمـد حتى وصول القوات التركية المعززة بالأسلحة الثقيلة، ولم يتمكن الثوار مـن السيطرة على المدينة رغم اقتحامهم لها، فأمر الشيخ سعيد قواته بالتراجع، فحاصرت القوات التركية الثوار ومنعتهم من دخول كوردستان العراق وكوردستان سوريا وكوردستان إيران، وبعدها اعتقل الشيخ سعيد بيران مع عدد من قادة الانتفاضة، وخلال محاكمة صورية صدر حكم الإعدام بحق 49 قائداً ومناضلاً، من بينهم الشيخ سعيد بيران.

نُفِذ الحكم في الـ29 حزيران 1925، وأمام حبل المشنقة، قال الشيخ سعيد: "إن حياتي الطبيعية تقترب من نهايتها. ضحيت بنفسي في سبيل شعبني ولست نادماً على ذلك. مسرورون لأن أحفادنا لن يخجلوا منا أمام الأعداء".