عفرين.. الذكرى الثامنة لمداهمة آفراز تمهيداً لتنفيذ مجزرة شيخ حنان

عفرين.. الذكرى الثامنة لمداهمة آفراز تمهيداً لتنفيذ مجزرة شيخ حنان

يصادف يوم الاثنين 29 حزيران/يونيو 2020, الذكرى الثامنة لمداهمة قرية آفراز التابعة لناحية موباتا بعفرين في كوردستان سوريا من قبل مسلحي حزب الاتحاد الديمقراطي PYD, بحجة اعتقال د. هاشم شيخ نعسان, مسؤول مركز مدينة عفرين للحزب الديمقراطي الكوردي في سوريا (البارتي) (الحزب الديمقراطي الكوردستاني - سوريا PDK-S), حيث كانت المداهمة تمهيداً لمخطط بارتكاب مجزرة بحق عائلة شيخ حنان شيخ نعسان, والتي اُرتكبت بعد 5 أيام من مداهمة القرية والتي راح ضحية المجزرة (الأب: شيخ حنان شيخ حسن وولده عبد الرحمن شيخ حسن) ولاحقاً, وتحت التعذيب, اُستشهد نور الدين شيخ حسن في إحدى سجون حزب الاتحاد الديمقراطي PYD بتاريخ 4 تموز/يوليو 2012.

هاشم شيخ نعسان كان من المطلوبين من قبل الأمن السوري بسبب نشاطاته السياسية والحزبية والثورية في المنطقة, حيث كان عضو اللجنة المنطقية للحزب الديمقراطي الكوردستاني - سوريا PDK-S ومن ضمن النشطاء المشاركين في الحراك السلمي ضد النظام السوري في عفرين.

ففي شهر كانون الأول من العام 2012 أدرك هاشم أنه من ضمن المطلوبين من النظام السوري وبالتحديد من دائرة الأمن السياسي في مدينة عفرين, بإدارة الرائد أكرم سليمان, فاضطر إلى مغادرة المدينة والاختباء في قريته آفراز في بيت جده شيخ كولين.

أثناء عملية استلام وتسليم مدينة عفرين من النظام السوري إلى حزب الاتحاد الديمقراطي PYD, استلم الأخير زمام الأمور في إدارة المنطقة نيابةً عن النظام السوري وكذلك ملفات المطلوبين.

بدأ حزب الاتحاد الديمقراطي PYD بمداهمة منازل مؤيدي الحراك السلمي ومعارضي سياستهم, حيث كان ملف هاشم شيخ نعسان من ضمن عشرات الملفات التي عمل PYD عليها. فأول تهديد مباشر لهاشم كان أمام منزله الكائن في مركز مدينة عفرين بتاريخ 2/2/2012 أي قبل مظاهرة المجلس الوطني الكوردي الكبيرة في عفرين بيوم واحد. فهدد مسلحو PYD القيادي في البارتي بالتصفية أو اختطاف ابنه الوحيد إذا لم يتخلَّ عن عمله السياسي وحراكه في المظاهرات والاعتصامات التي تطالب بإسقاط النظام ومنذ ذلك اليوم لجأ إلى قريته وترك عمله في صيدليته بعفرين.

بعد فترة علم مسلحو PYD أن هاشم يتواجد في قريته, آفراز, فقاموا بتجهيز المئات من المسلحين لمداهمة القرية بحجة اعتقاله.

وفي 29/6/2012, داهم مسلحي PYD, بإشراف وحضور المدعو هفال كمال, المسؤول العسكري العام لعفرين, وهفال عدنان, المسؤول العام لناحية موباتا, وهفال جكدار, مسؤول فريق المداهمة وقيادية مسؤولة في وحدات المرأة والمئات من المسلحين قرية آفراز, فأبت عائلة هاشم تسليمه لمسلحي PYD, كونه كان مطلوباً من النظام السوري لا من سلطة الأمر الواقع (PYD).

فدارت محادثات مصحوبة بمشاحنات بين الطرفين واستمرت لثلاث ساعات تقريباً بعد أن اتصل سيبان حمو المسؤول العام لوحدات حماية الشعب YPG التابعة لحزب PYD في كوردستان سوريا مع القيادي في البارتي خليل عزت واتصالات هفال حسن كورزيلي, المسؤول السياسي العام لـPYD في عفرين, مع الموجودين في القرية بتجنب حدوث اشتباكات بين الطرفين وبعد أخذ تعهدات بعدم تعرض هاشم للأذى سلمت العائلة الدكتور هاشم لمسلحي PYD.

بتاریخ 2/7/2012, أطلق PYD سراح هاشم وعاودوا الاعتقال في يوم مجزرة شيخ حنان 4/7/2012 مع 26 من العائلة (عائلة شيخ نعسان – شيخ حسن – شيخ أحمد – بعض من أقارب العوائل المذكورة) وتعرض مع المعتقلين من العائلة لأبشع أنواع التعذيب ونتيجة للضرب المبرح والممنهج فقد نورالدين ابن شيخ حنان لحياته في 5/7/ 2017 یعتقد أن یكون في قرية هوبكا براجو.

بتاریخ 10/7/2012, أُطلق سراح د. هاشم مع بعض المعتقلين وذلك حسب اتفاقية الهيئة العليا التي جمعت الأحزاب الكوردية في إقليم كوردستان, بقيادة الرئيس مسعود بارزاني, والتي دخلت حيز التوقيع الرسمي في 11/7/2012 ومن بين بنود الاتفاقية إطلاق سراح المعتقلين السياسيين فبدأ بعد فترة إطلاق سراح الدفعة الثانية والثالثة والرابعة من المعتقلين على خلفية المجزرة مجزرة شيخ حنان من سجن سيء الصيت بقرية شيخ بلا بناحية راجو حيث كان أول مرة يفتح ویدشن فيه السجن – معصرة للزيتون سابقاً - عن طريق زج معتقلي العوائل المذكورة (شيخ نعسان – شيخ حسن – شيخ أحمد ) فيها ثم أصبح سجناً مشهوراً, عرف بالسجن الأسود.


قرية آفراز, كغيرها من القرى, تعرضت للمضايقات من قبل PYD, كقرى سينكا وكوسا وبرج عبدالو وجقلمة وغيرها بسبب معارضتهم لسياسات PYD الانفرادية وممارساتها اللا كوردية, كمداهمة منازل المدنيين وسياسات القتل والاعتقال والاختطاف وقمع المظاهرات والحراك السلمي, فكانت الضربة القاضية من نصيب هذه القرية (آفراز) فراحت ضحية ممارسات PYD ثلاثة شهداء (شيخ حنان شيخ حسن وابنيه واعتقال 27 شخصاً من العائلة من بينهم مسناً في التسعين من عمره) وتدمير وحرق ممتلكات العائلة وحرق منازل شيخ حنان وابنه عبد الرحمن وجاره عز الدين رمضان ومحالهم التجارية أمام المصرف الزراعي في طريق راجو وحرق مطبعة عز الدين في المنطقة الصناعية وتخريب محتويات صيدلية د. هاشم و حرق سيارة شيخ عبد العزيزسيمالكا, عضو اللجنة الفرعية لـ PDK-S وجراراً زراعياً كان يقلها يحيى شيخ نعسان أمام منزل شيخ حنيف في عفرين.

مجزرة شيخ حنان ومداهمة قرية آفراز من المجازر والجرائم الأولى التي ارتكبت بداية الحراك السلمي آنذاك بحق الكورد في كوردستان سوريا عام 2012 وبعدها بدأ المسلسل في القرى والمناطق الأخرى, كمجزرة برج عبدالو وجقلمة ومجزرة عامودا.

ثماني سنوات على المجزرة ولا يزال حزب الاتحاد الديمقراطي PYD ينكر مسؤوليته عن المجزرة ولم يقدم الجناة للمحاكمة ولا الاعتذار من ذوي الشهداء الثلاث.

وفي سياقٍ متصل, اعترف نوري محمود, الناطق باسم وحدات حماية الشعب YPG التابعة لحزب PYD, وبعد سبع سنوات, بارتكابهم مجزرة عامودا عام 2013 والتي راح ضحيتها 6 شهداء أبرياء, في حين طرحت عوائل الشهداء 3 شروط لتحقيق المصالحة.