السوداني دفع 15 مليون دولار "فقط" لالتقاط صورة مع ترامب
أثار اللقاء القصير الذي جمع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بالرئيس الأميركي دونالد ترامب على هامش مؤتمر شرم الشيخ بمصر، موجة من الجدل والانتقادات بعد أن قال ترامب خلال حديثه: "العراق بلد غني يمتلك الكثير من النفط، لكنه لا يعرف كيف يستفيد من ثرواته".
وفق باسنيوز، وجّه الكاتب والصحفي العراقي سجاد تقي كاظم انتقادات حادة لحكومة محمد شياع السوداني رئيس الوزراء العراقي، معتبراً أن تصريحات ترامب تعكس حقيقة الوضع في العراق.
كتب سجاد تقي كاظم في مقاله المنشور على موقع صوت العراق: "السوداني أنفق نحو 15 مليون دولار، فقط من أجل التقاط صورة مع ترامب، في وقتٍ يبرر فيه عجز حكومته عن زيادة رواتب عمال النظافة الذين لا يتجاوز راتب الواحد منهم 170 ألف دينار شهرياً، بذريعة عدم وجود ميزانية".
وأشار الكاتب والصحفي إلى أن العراق، ومنذ عام 2003، أنفق أكثر من 1400 مليار دولار ضمن موازناته الحكومية المتعاقبة، متسائلاً عن مصير تلك الأموال الضخمة، وقال: "لو أُحسن استخدام تلك الموازنات، لتمكّن العراق من بناء 400 ألف مدرسة حديثة أو 20 ألف مستشفى نموذجي أو حتى شراء آلاف الطائرات الحديثة، بل كان يمكن أن يحصل كل مواطن عراقي على 10 آلاف دولار نقداً".
وبيّن الكاتب أن ميزانية حكومة السوداني الحالية هي الأكبر في تاريخ البلاد وتبلغ 153 مليار دولار لثلاث سنوات، ورغم ذلك "لا يزال العراق مثقلاً بالديون التي تصل إلى 150 مليار دولار، بينما تستمر الأزمات ذاتها في الكهرباء والصناعة والزراعة والبطالة".
وأضاف كاظم أن الفساد المتغلغل في مؤسسات الدولة جعل من العراق بلداً "غنياً بالموارد وفقيراً بالإنجاز".
مشيراً إلى وجود نحو 250 ألف جندي وموظف فضائي، وأكثر من 82 ألف عنصر وهمي في صفوف الحشد الشعبي، و23 ألف متقاعد فضائي يتقاضون رواتب دون وجود فعلي لهم.
كما كشف أن الأموال المهدورة في المشاريع الوهمية منذ عام 2003 تقدّر بنحو 200 تريليون دينار عراقي (178 مليار دولار)، متسائلاً في ختام مقاله: "أين ذهبت تلك الأموال؟ ولماذا يستمر العراق في الاقتراض رغم الموازنات الانفجارية؟ ولماذا يمنح المليارات لدول أخرى بينما شعبه غارق في الفقر والعوز؟".